طالب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، نظيره الأمريكي، باراك أوباما، بتسليم رئيس الكيان الموازي فتح الله غولن لتركيا، مؤكداً أن ذلك الكيان يقف خلف محاولة الانقلاب العسكري في البلاد.

جاء ذلك في خطاب لرئيس الجمهورية التركية من إسطنبول، مساء السبت، بارك فيه تضامن الشعب التركي، وقال للجماهير إنهم شكلوا علامة فارقة، وأكد بأنه يعيش معهم هذه اللحظات.

وقال أردوغان إن الجمهورية عانت الكثير ممّا يفعله الكيان الموازي، وأشار إلى فراسة الشعب التركي وذكائه في معرفة ذلك.

وتابع أن الكيان الموازي "يحاولون قيادة هذا الشعب الذكي من الولايات المتحدة الأمريكية أو من دول غربية، بإذاعة وبث الأكاذيب من هذه الدول".

ووجه كلامه لأمريكا قائلاً: "يجب أن نكون حلفاء استراتيجيين مع حلفائنا"، وطالب بتسليم غولن قائلاً: "أرجوكم أن تسلموا هذه الشخصية إلينا.. لقد طالبتمونا بتسليم الإرهابيين وقمنا بتسليمهم إليكم الواحد تلو الآخر"، وتابع: "هذه الشخصية متورطة بالانقلاب العسكري أرجوكم تسليمها إلينا".

وقال للشعب التركي: "نحمد الله على نجاحنا، إنهم لم يصلوا إلى النتيجة التي خططوا إليها؛ لأننا نعلم أن الأقدار بيد الله تعالى".

وأكد أن القوة بيد الله، وطمئن الشعب قائلاً: "لا تقلقوا أيها الشعب العزيز، نحن نركع لله سبحانه وتعالى فقط ولن نركع لغيره، لن نركع لأي أحد وفي أي مكان، ولا يوجد الركوع في مبادئنا وتقاليدنا".

وتأسف أردوغان على الشهداء الذين سقطوا من قوى الأمن الداخلي ومن المواطنين الأبرياء. وقال: إننا "لا نفرق بين أحد من الجرحى".

ووصف الكيان الموازي بـ"الشرذمة"، وأكد أنهم لا يمثلون القوات المسلحة التركية.

وقدم شكره لأعضاء السلك القضائي في هذه الدولة وقوات الأمن الداخلي، الذين أعلنوا وأصدروا قرارت باعتقال هذه الشرذمة التي قامت بهذه المحاولة.

وتابع: "سنقوم بتقييم هذا الأمر وفق المبادئ والتجربة الديمقراطية الناجحة في هذه الدولة، ولن نطلب الإذن من أي أحد بمحاكمتهم، ولكن تعلمون بأن الكيان الموازي قد استهدفوا رمز الاستقلال في الجمهورية التركية ومجلس الأمة التركي".

وأضاف: "كانوا يظنون أن باستهدافه سيقفون حجرة عثرة أمام اجتماع البرلمانيين، ولكن اتحدت الأحزاب السياسية واجتمعت تحت سقف البرلمان".

وأشار إلى اجتماع مجلس الأمة التركي اليوم، مؤكداً اتفاق جميع الأحزاب وجميع أطياف الشعب التركي، قائلاً: "نحتاج لهذا التلاحم مع بعضنا البعض، ولا توجد أي قوى في العالم تستطيع أن تنال منا".

وقال أردوغان إنهم (الانقلابيون) "لا يريدون تطور الجمهورية التركية، هذه المحاولة كانت ممّن لا يريد تطور وتنمية تركيا، ولكن الله صاحب القوة في العالم".

وثمّن موقف الشعب التركي في التصدي للانقلاب قائلاً: "منذ أول لحظة أنتم أطياف الشعب التركي بخروجكم للشوارع قمتم بإفشال هذه المؤامرة وهذه المحاولة الفاشلة، أرجو منكم أن تحافظوا على هذا التلاحم والتعاون. وأن لا تنال أي قوة من عزيمتنا ولنتحد مع بعضنا البعض، شعب ووزارة ومؤسسات عامة".

وتابع: "أنتم تعلمون أن شعارنا شعار رابعة، والآن نحن بأشد الحاجة لتطبيق هذا الشعار".